بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين العزيز الحكيم ذي القوة المتين ، الذي كرمنا وجعلنا من المسلمين ، فله الشكر والمنّة بأن تفضل علينا وجعلنا من أهل السنّة ، اللهم كم كتبتها علينا فلا تقبضنا إلا عليها ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ونبيه ورسوله ، وصفيه من خلقه وخليله ، أدى الأمانة وبلغ الرسالة وتركنا على المحجة ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، وأصلي وأسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين وتابع التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ... أما بعد
السنة السنة
منَ الله علينا بمِنة عظيمة وهدانا للإيمان واختارنا لنكون أمة التوحيد ( بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) [الحجرات : 17] اختارنا لنكون خير أمة أخرجت للناس ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ) [آل عمران : 110] وجعلنا الأمة الوسطا ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) [البقرة : 143] وجعل الوسطية في الدين بإتباع سنة خاتم الأنبياء والمرسلين ، وكل من زاد عن السنة أو نقص كان من المبتدعين وأعلمنا على لسان نبيه الكريم عليه صلوات الله والتسليم أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، فكان من ذلك ألا سبيل لاتقاء طرق الضلال والهلاك إلا بالتمسك بكتاب الله الكريم وسنة المصطفى قولاً وعملاً ومنهجاً مطبقاً ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " تركت فيكم شيئين ، لن تضلوا بعدهما : كتاب الله ، و سنتي ، و لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض " – صححه الألباني- لذا أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالأخذ بها والعض عليها بالنواجذ ، روى الألباني في صحيحه عن العرباض بن ساريه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ..فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهدين الراشدين ، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ) فالأخذ بالسنة نعمة وتركها نقمة ومعاداتها بلوه .
من أين لكم بهذا الدين؟
دعا شاه إيران ذات يوم علماء السنة والشيعة الإيرانيين لحوار للتقارب على أن يرأس هو الاجتماع ، وبعد تحديد المكان والزمان أتى كل علماء الشيعة المدعوين ومعهم من الكتب والمصنفات الكثير ولم يأتي أحداً من علماء السنة لعلمهم أن الدين غير الدين فلا تقارب إلا واحداً منهم أتى ولكن في أمره العجب ، فما أن دخل قاعة الاجتماع إلا وخلع حذائه وجعله تحت إبطيه وجلس فتعجب الحضور من فعله ، وسأله الشاه لما تفعل ذلك فرد العالم السني قائلاً لأني علمت أن الشيعة في زمان النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يسرقون الأحذية فخفت على حذائي من هؤلاء ، هنا هب جميع علماء الشيعة الحضور رداً ودفاعاً عن أنفسهم قائلين : وهل كان في زمان النبي شيعة ؟ فقام العالم السني وارتدى حذائه وقال لهم إذن من أين لكم بهذا الدين!! وخرج وانتهى الحوار أو المناظرة.
أوردنا هذه القصة لنبين أن أساس دين الشيعة مبتدع ، وأن الرسول الذي أرسله الله لنا وأمرنا بإتباعه وإتباع سنته لم يكن في زمانه هؤلاء ولا شيئاً من عقيدتهم فإن كانوا يؤمنون حقاً أنه خاتم الأنبياء والمرسلين فمن أين لهم بهذا الدين؟
إلى الهدى ائتنا
هذه الكلمات أوجهها إلى كل عاقل شيعي يبحث عن الحق ، أو سني مفتون بكلام الشيعة وأحاديثهم ... أين عقولكم ؟ قلتم أنكم موحدون لله بالعبادة والتوجه فلما قبلتم ما نقله علماؤكم من صفات إلهية لأهل البيت وللمهدي المنتظر ، ادعيتم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف تقبلون أن يهان في كتبكم فتارة تلعنون أحب نساءه إليه وتارة تكفرون أحب صحابته إليه وترمونهم بأبشع التهم .. ألا تعقلون !! فإن صح شيئاً من هذا كيف يغفل النبي عن ذلك ، أليس اتهامكم لصاحبته وزوجاته اتهام له بعدم التحري في الصحبة والزيجة وعدم العلم بالرجال والغفلة في التعامل وكلها صفات لا تليق مطلقاٌ بنبي فكيف بخير الأنبياء والرسل ، فإن عاندتم بعد ذلك يكن الأمر وكأنه اتهام لله جل وعلى أنه ما أحسن اختيار النبي.
ألا ترون أنكم الطائفة الوحيدة المنتسبة للإسلام التي تدعي تحريف القرآن ؟! ألا تعلمون أن الله تعهد بحفظه فمن تصدقون علماؤكم أم ربكم ؟
تطوفون بالقبور وتسجدون لها فهل حب آل البيت الذي أمُرنا به يستدعي السجود لغير الله وسؤال الميتين؟
تمنون أنفسكم بخروج مهدي السرداب الذي تدعون وجوده وبقاءه حياً في سردابه طوال هذه السنوات ولما يخرج يهدم المسجد الحرام بمكة ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في كتبكم ويُخرج أبي بكر وعمر من قبريهما ويصلبهما ثم يعيش في الأرض الآف السنين يحكم بشريعة اليهود ... هل مما ذكرت شيئاً يجد له العقل منطقاً.
علم علماؤكم أن النساء أشد الفتن على الرجال فاستمالوا قلوبكم بهن فأباحوا لكم المتعة التي حرمها الله وجعلوها لكم ديناً فمرة بالكافرة ومرة بالمتزوجة ومرة بالرضيعة !! أي عبث هذا.
ألا فاتقوا الله وأعطوا لأنفسكم مهلة للتفكير من جديد وإعمال العقل على النص الصحيح وعدم التسليم لأهل الهوى والزيغ فإن الأمر عظيم ، والسبيل إما إلى جنة أو إلى الجحيم.
بقلم : أبوعمر